لماذا بدأت هذه المدونة ؟

 








لأكون صريحة أنا لست كاتبة وليست لدي أي خلفية في الكتابة ما عدا كتابة يومياتي لنفسي من وقت لآخر، بل إني لا أفقه شيئا في مبادئ كتابة المقالة ولا أريد ذلك أيضا، كل ما أريده هو أن أشارك ما لدي مع أناس يشبهونني وربما يمرون بما أمر به حاليا، ويعيشون ما أعيشه من مشاعر وأفكار وتغييرات تحدث في حياتي داخليا وخارجيا.

 وقبل أن أتحدث أكثر عن سبب فتحي هذه المدونة " مذكرات فتاة في العشرينات"، الأجدر أن أقدم نفسي حتى لا تبقى بيننا أي رسميات، اسمي مونية (وفي العربية معناه ما يريده القلب حقا ويتمناه، وأظن أنه يشبه شخصيتي وما أسعى إليه الآن إلى حد كبير)، أنا من الجزائر، ولقد أكملت دراستي الجامعية منذ سنتين في تخصص هندسة الطرائق (شهادة ليسانس)، أو بعبارة أدق، لنقل أني أوقفت رحلة تخرجي (شهادة الماستر) بحثا عن شيء أكثر متعة وشغفا في حياتي. الشغف، تلك الكلمة التي سمعتها أكثر من سماعي لاسمي، الشغف للحرية المالية، الشغف للسفر، الشغف للسعادة والاستمتاع، والرغبة في عيش حياة لا تخضع إلا لقوانين الله عز وجل.

 لقد وجدت نفسي محصورة بين كل هذه الأحلام والفرص التي أستطيع الاقتناص عليها بدل البقاء في الجامعة لدراسة أشياء أنا لا أهتم بها حقا. لا تخطئي الظن، أنا لا أكره الدراسة ولست أحرض أي أحد للتمرد عليها (في الحقيقة أكره الدراسة التي يتم فرضها علي وبشدة)، وإذا كنت تحبين ما تقومين به فهذا شيء جميل جدا لأنك وجدت شيئا تستطيعين أن تقولي عنه أنه شغفك وهدفك في الحياة، ولست أنا من سأملي عليك ما يجب عليك القيام به، أما أنا فلم أجد هذا في الدراسة، بل ومنذ صغري وحلمي أن أكون أكثر من مجرد شخص يملى عليه ما يجب القيام به (لقد حاولت التأقلم وفشلت فشلا ذريعا).

 أنا لا أنكر أني تأثرت بشدة بما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي وحلم الحرية المالية والحياتية (فيما يرضي الله عزّ وجل أكيد)، لكنه شيء أتحمس من أجله كلما تم ذكره، وأريد السعي وراءه، ولهذا أنا هنا اليوم أخطو أولى الخطوات الحقيقية في سبيله وهي بداية هذه المدونة، وهذا بعد أكثر من سنتين من التخبط في مشاعر الإحباط والقلق والمماطلة دون أن أسعى وراء ما أعتبره أحد أكبر أهداف حياتي (سأروي بالتفصيل ما مررت به في تلك السنتين في فرصة أخرى).

 لن أكذب وأقول أني أعلم ما الذي سأقوم به ومن أين سأبدأ، ولا حتى أين ستنتهي بي هذه الرحلة، لكني أعلم شيئا واحدا وهو أني سئمت من الخوف وانتظار الظروف المناسبة للسعي، سئمت من رؤية أناس آخرين ليسوا أفضل مني ولا منك بأي شيء يعيشون الحياة التي أحلم بها وأنا جالسة أنتظر، فيما أنتظر؟ لا أعلم.

 لذا قررت أن أبدأ أنا أيضا هذه الرحلة بما لدي ومن أي مكان على ألا أبدأ أبدا وأحكم على نفسي بالفشل، وبينما أكتب هذه المقالة وجدت نفسي أفكر في أن أفضل مكان لأبدأ منه هو ذاتي، أريد أن أكون الشخص الذي يستطيع تحقيق ما أريده، سأركز على تحسين علاقتي بالله عز وجل والسعي لآخرتي كما أسعى الآن لحياتي، أريد أن أكون أفضل في صحتي وفي جسدي، وفي عقلي وديني ومالي، لذا إذا كنت تقرئين هذه الكلمات وتشعرين أنك مثلي فمرحبا بك في هذه المساحة.


 ما ستجدينه في هذه المدونة هو مذكرات وخبرات وتجارب ودروس أشاركها معك بكل واقعية وشفافية، وأنا في خضم رحلتي في تطوير ذاتي من كل جوانب حياتي وعيش الحياة التي طالما حلمت بها، وأول محطة في هذه الرحلة ستكون تحدي المئة يوم لتغيير نمط الحياة، وهو ما سيكون موضوع المقالة القادمة يوم السبت القادم بحول الله.


 يمكنك متابعة تحدي المئة يوم لتغيير نمط الحياة خطوة بخطوة في حسابي على الانستغرام حيث أشارك فلوغات يومية ومعلومات قيمة عن هذا التحدي وما أتعلمه منه، وإلى حين السبت المقبل دمتي في رعاية الله.

تعليقات

الأكثر مشاهدة

تحدي المئة (100) يوم: رحلة لتغيير نمط الحياة من الصفر

100 فكرة تحدي يومي تخرجك من منطقة الراحة وتغير حياتك